عبدالله بن المبارك
( من أجمل القصص )
كان عبدالله بن المبارك يحج عاماً ويغزو في سبيل الله عاماً ، وفي العام الذي أراد فيه الحج
خرج ليلة ليودع أصحابه قبل سفره ، فوجد امرأه في الظلام تنحني علي كومة من القمامه
وتفتش فيها حتي وجدت دجاجه ميته ، فأخذتها وانطلقت لتطهوها وتطعمها صغارها ..
فتعجب عبدالله بن المبارك ونادي عليها قائلا : ماذا تفعلين يا أمة الله ؟ وذكرها بالآيه الكريمه
( إنما حرم عليكم الميته والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ) فقالت له : يا عبد الله اترك الخلق للخالق
فقال لها عبدالله بن المبارك : ناشدتك الله ان تخبريني بأمرك ، فقالت المرأه له :
أما وقد أقسمت علي بالله .. فلأخبرنك إن الله قد أحل لنا الميته ، وأنا أرمله فقيره وأم لأربع بنات
ولا يوجد من يكلفنا ، وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبا رحيمه ، فخرجت ألتمس عشاء لبناتي
اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميته .. أفمجادلني أنت فيها ؟
وهنا بكي عبدالله بن المبارك وقال لها : خذي هذه الأمانه وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج ولم يفارق بيته..
وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج ثم عادوا وذهبوا لزيارته في بيته ليشكروه علي إعانته لهم طوال فترة الحج
فقالوا له : رحمك الله يا بن المبارك ما جلسنا مجلسا إلا أعطيتنا مما أعطاك الله من العلم ،
ولا رأينا خيراً منك في تعبدك لربك في الحج هذا العام ،، تعجب بن المبارك من قولهم !
واحتار في أمره وأمرهم ، فهو لم يفارق البلد ، ولكنه لا يريد أن يفصح عن سره ، ونام ليلته وهو يتعجب مما حدث
وفي المنام رأي رجلا يشرق النور من وجهه يقول له : السلام عليك يا عبدالله ألست تدري من أنا ؟
أنا محمد رسول الله أنا حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخره ،
جزاك الله عن أمتي خيرا ، يا بن المبارك ، لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامي وسترك كما سترت اليتامي
إن الله سبحانه وتعالي خلق ملكا علي صورتك كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج
وإن الله تعالي كتب لكل حاج ثواب حجه وكتب لك أنت ثواب سبعين حجه .. سبحان الله العظيم .
وفي نهاية هذا المقال ندعوا الله عز وجل ان يبارك في كل من ساهم في كتابة ونشر هذا المقال
وأن يجعله في ميزان حسناتنا جميعا ، ولا تبخلوا بالمشاركه لتنالوا الثواب ..
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه اجمعين ..
تعليقات
إرسال تعليق