exit(); آمنه بنت وهب آمنه بنت وهب

القائمة الرئيسية

الصفحات

{آمنه بنت وهب}

(حياتها ومماتها)


آمنه بنت وهب المعروفه ب "زهرة قريش" أفضل فتيات قريش نسبا وموضوعا حتى أنها كانت مخبأه من العيون سنوات طويلة ،حتى كانوا لا يعرفون ملامحها ،فكانت فتاة ذات مكانة عالية بين جميع فتيات قريش الذين بسنها ،ولا يوجد شاب إلا ويتمنى أن تكون من نصيبه..

قلة هم الذين تمكنوا من رؤية آمنه بنت وهب ،وما من إمرأة رأتها إلا وحدثت عنها وعن جمالها وأدبها ورزانة عقلها وفطنتها مما جعلها محط أنظار الكبير والصغير ،وتقدم لخطبتها العشرات من خيرة شباب مكة ،لكن والدها كان يرفض بإستمرار لرغبته برجل ذات مواصفات معينة..

فإبنته من أفضل فتيات مكة سمعة ،ولا يريد لها إلا افضل شبان مكة سمعة ،وعلى الرغم من أن خيرة شباب مكة تقدموا لها ،لكن لم يكن "عبد الله بن عبد المطلب" من الذين تقدموا لخطبتها برغم ما له من الرفعة والسمعة والشرف ،فقد منعه من التقدم إلى "آمنه" نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة..

حيث ان عبد المطلب حين اشتغل بحفر البئر ،لم يكن له من الولد سوى ابنه "الحارث" ،فأخذت قريش تعيب عليه ذلك ،فنذر يومها إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة ،فأنعم الله عليه بعشرة أولاد أصغرهم "عبد الله" وهو الذى استقر عليه السهم ليكون هو الذبيح..

لكن عبد المطلب لم يستطع الوفاء بنذره لان عبد الله أحب اولاده إليه واكثرهم معزة فى قلبه ،فذبح مئة من الابل ليفدى ابنه من الذبح ،وبعد أن انتهت قصة الذبح اخذ عبد المطلب ابنه عبد الله إلى وهب ليخطب آمنه لابنه فغمر الفرح نفس "آمنه"..

وكانت الفتيات يحسدن آمنه لأن عبد الله اشتهر بالوسامة ،فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرا ،وكان الشباب يحسدون عبد الله لأن آمنه من خيرة فتيات مكة كما ذكرنا ،ووفق الله أخير شبان مكة مع أخير فتياتها وجمع بينهما لتبدأ قصتهما العظيمة والقصيرة..

مكث عبد الله عند عروسته ايام قليله لأنه كان عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى الشام ،ومرت الأيام وشعرت خلالها "آمنه" ببوادر الحمل ،وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة أو ألم حتى وضعته ،لكنها فى ليلة زفافها رأت رؤيا عظيمة وغريبة أفزعتها وأثارت دهشتها..

رأت آمنه شعاعا من النور خرج منها فأضاء الدنيا من حولها حتى تراءت لها قصور بصرى فى الشام وسمعت صوتا يقول لها :يا آمنه لقد حملت بسيد هذه الأمة ،ظل هذا الحلم فى مخيلتها ولم تنساه وكانت تحدث اقرب الناس لها عنه بإستمرار حتى مضت شهور وجاء الخبر القاسى حين علمت آمنه من أبيها بوفاة زوجها وحبيبها عبد الله أثر تعرضه لمرض اثناء رحلته فتوفى بيثرب ودفن فيها ،فوصل الخبر لآمنه لكنها لم تبك عليه وحدها ،بل بكت عليه مكة كلها ،ومع ذلك صمدت آمنه حتى تحافظ على سلامة جنينها ،وبالفعل جاء اليوم الموعود ووضعت وليدها..

وأنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة فى نفس "آمنه" ،وأخذت تفكر فى الجنين الذى وهبها الله عز وجل والذى وجدت فيه مواساة لها عن وفاة زوجها الحبيب ،ووجدت فيه ما يخفف أحزانها ،وجاءتها آلام المخاض ،فكانت وحيدة ليس معها أحد ،ولكنها شعرت بنور عظيم يغمرها من كل جانب فولدت أشرف الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) ،وما لبث عندها قليلا حتى أرسلته للبادية عند حليمة السعدية كعادة العرب فى إرسال ابنائهم للبادية ،وعندما عاد من عند حليمة رأت آمنه انه من باب الوفاء لزوجها ان تذهب لزيارة قبره مع ابنها محمد فشدت الرحال وانطلقت بإتجاه يثرب مع صغيرها وسيدة تدعى ام ايمن..

وصلت آمنه بنت وهب مع ابنها الى قبر زوجها عبد الله فوقف ابنها الصغير ونظر إلى قبر أبيه بحزن وتخيلات تعصف مخيلته عن شكله ومواقفه ومدى حاجته له فهو ولد يتيم وعاش طفولته بدون أب ،مكثوا قليلا عند قبر عبد الله ثم أمرتهم آمنه بالرجوع لمكة بعد أن أدت واجب الزيارة..

قطعت آمنه مع ابنها وأم ايمن 150 كيلو حتى وصلوا فشعرت آمنه بتعب شديد ولكنها صبرت وكانت متمسكه بيد إبنها ،ومضت تصارع آلامها ونظراتها لا تفارق إبنها حتى تشبع روحها منه فهى شعرت أن هذا المرض لا شفاء منه وهى مجرد لحظات وستذهب روحها لخالقها فأرادت إشباع نظرها بإبنها قبل الرحيل..

استمر التعب بمحاصرة آمنه وهى صامدة حتى تمكن منها فسقطت على الارض وإذا بأم أيمن ترفعها والرسول ينظر لها بخوف والدموع بعينيه البريئة تقول أم أيمن :فما ان رفعتها إلا وهى ترفع كفيها وتضم محمد ،وتقول له :يا بنى كل جديد بال ،وكل آت قريب ،وكل حى ميت..

فتموت آمنه والنبى ينظر لها وهى جثه والخوف والوحدة والحزن العظيم يجتاحوه من كل مكان ،أم أيمن رأت حالته وعجزه فأخذت تمسح على راسه لتصبره فقالت له عاونى يا محمد لنحفر قبر أمك ،وياله من موقف طفل لم يتجاوز السابعة من عمره ينظر لقبر أبيه بالأمس وباليوم التالى يحفر قبر أمه..

فأخذ نبينا يحفر معها وهو يبكى وعمره ست سنوات وفى صحراء وفى جو حار تقول أم أيمن كنت أدير وجهه عن أمه من شدة البكاء ،فجلسنا أنا ومحمد ثم دفناها فى ذلك المكان تقول أم أيمن :مسكته من يده لنذهب وهو يقول :أمى نأخذ أمى معنا ويردد أمى أمى نأخذها ويبكى وينظر وراءه على امل أن تلحقهم..

تقول أم أيمن فمشينا من الابواء الى أن وصلنا مكه فتوجهت الى بيت عبد المطلب فطرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح لنا الباب ثم قال للنبى :أين أمك ،فبكى النبر وهو يردد ماتت ماتت فضمه عبد المطلب وقال له :أنت ابنى أنت ابنى..

وبعد سنين طويلة فى طريقه لفتح مكة تذكر تلك الاحداث فقال لصحابته هذا قبر أمى فوقف صلى الله عليه وسلم على قبرها فبكى وقال الصحابه :والله ما بقى أحد وقف معه إلا أبكاه وذات مرة زار قبرها وكان معه ألفى فارس مقنع فقال لهم انتظروا ،يقول أبو هريرة ما رأيت رسول الله أشد بكاءا من ذلك اليوم .

إنها آمنه بنت وهب من أنجبت خير البشر صلى الله عليه وسلم..

وفي نهاية هذا المقال ندعوا الله عز وجل ان يبارك في كل من ساهم في كتابة ونشر هذا المقال وان يجعله في ميزان حسناتنا جميعا ولا تبخلوا بالمشاركه لتنالوا الثواب 

صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع