{ السَّامِرِي }
عندما فر موسي وقومه من بطش فرعون وجنوده وجدوا امامهم البحر وفرعون من ورائهم
ففزعوا بشده وخافوا خوفاً شديدا وبلغت القلوب الحناجر واتهموا موسي عليه السلام انه ورطهم
وسوف يقتلعم فرعون وجنوده هذا من قلة ايمانهم ونسوا ان هذا امر الله عز وجل
فلو كان ايمانهم قوي لعرفوا ان الله سوف ينجيهم ،، ولكن انظرالي رد موسي عليه السلام قال :
( كلا ان معي ربي سيهدين ) لم يدعو موسي الله ويقول انقذنا يارب او يقول انصرنا يارب وغير ذلك من الدعاء
ولكنه يثق بالله عز وجل ثقه ما بعدها ثقه كان يعلم ان الله سينقذه وينقذ قومه لانه هو امر الله عز وجل
وعندها نزل جبريل عليه السلام راكب حصانه البراق وقد رأي السامري وحده دون احد غيره .
ان مكان اثر قدم الحصان عندما يرفعها عن الارض ينبت الزرع ،،
لنقف هنا قليلا ، لا يمكن لأي بشر ان يري الملائكه الا عند موته ولا يستطيع ان ينطق بكلمه بعد رؤيتهم ،،
فكيف رأي السامري جبريل عليه السلام ؟ قيل ان السامري لم يري جبريل عليه السلام
ولكن رأي اثار اقدام الحصان علي الارض والله سبحانه اراد ان يري السامري اثار الحصان
لحكمه سنحاول فهمها والتأمل فيها ،،
اولا لا احد غير السامري رأي اثار الحصان فهي ارادة الله عز وجل ،
ثانيا كيف فكر ان يأخذ حفنه من هذا التراب ؟ ، ثالثا ما السر الذي في التراب وماذا يحتوي التراب ؟
الغريب في الأمر عندما استغل السامري غياب موسي عليه السلام صنع العجل من ذهب المصرين
ووضع قليل من هذا التراب علي العجل فأطلق خوار ( صوت كصوت البقره من العجل )
قال الله تعالي في سورة طه { فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسي فنسي }
فاقنع قومه ان هذا العجل هو الهكم واله موسي ولكن موسي نسي ذلك . فعبدوا العجل
وكان موسي عليه السلام في ميقات ربه يكلمه سبحانه اربعين ليله وهو بعيد عن قومه وما يفعلوه
ولما اخبره الله بما فعله السامري رجع موسي الي قومه والغضب يتملكه
ورمي الالواح بالأرض وعاتب اخاه هارون عليه السلام قال له في سورة طه
{ فرجع موسي إلي قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم
وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي } ( 86 )
ثم قال الله : { قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( 92 )
ألا تتبعن أفعصيت أمري ( 93 ) قال يا ابن امي لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل
ولم ترقب قولي ( 94 ) قال فما خطبك يا سامري ( 95 ) }
فبعد ان عاتب موسي علي السلام اخاه هارون عليه السلام رجع الي السامري بعد ان عرف ان اخاه مظلوم
وسأل السامري ما خطبك يا سامري ؟؟ ، وهنا اجاب السامري
قال الله { قال فما خطبك يا سامري (95 ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول
فنبذتها وكذلك سولت لى نفسي ( 96 ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه
وانظر إلي إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( 97 )
إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما ( 98 ) }
وحكي لهم السامري عما فعله عندما رأي أثر الحصان ،،
فقال له موسي :
(( اذهب فإن لك في الحياة ان تقول لا مساس وان لك موعدا لن تخلفه )) يعني طوال حياتك اذا لمسك احد تتألم بشده لذلك تقول لامساس لا احد يلمسني
وهذا المرض لم يصب احدا من قبله ولا من بعده ولم نسمع عن هذا المرض الا مع السامري فهي ارادة الله عز وجل
وهذا المرض ناتج عن لمس التراب من اثر الرسول صلي الله عليه وسلم الذي احتفظ به ولم يلمسه احد غيره
وفي نهاية هذا المقال ندعوا الله عزوجل ان يبارك في كل من ساهم في كتابة ونشر هذا المقال
وان يجعله في ميزان حسناتنا جميعا ، ولا تبخلوا علي انفسكم بالمشاركه لتنالوا الثواب
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
تعليقات
إرسال تعليق