كنوز كالجبال يعيش الناس فى غفلة عنها {الجزء الثالث}
لقد تعرضنا فى الجزء الأول والثانى من هذا المقال إلى بعض الأحاديث الغنية جدا جدا بالحسنات والثواب الكبير الذى لا يعلم مداه إلا الله عز وجل وذلك لعظم الثواب وكثرته فالجزء الاول كان عن أحاديث الصلاة والجزء الثانى كان عن أحاديث الصيام ونتعرض فى هذا الجزء إن شاء الله لبعض الأحاديث الأخرى الغنية بالثواب الكبير والحسنات الكثيرة جدا والتى لا بنتهى بعضها بموت الإنسان ولكن يظل الإنسان يجمع من بعضها الحسنات بعد موته وحتى قيام الساعة ومنها :
أولا :
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" صدق رسول الله عليه وسلم
فإذا تبرع الإنسان ولو بمبلغ بسيط فى بناء مستشفى أو مسجد أو أى عمل خيرى يخدم الناس أو حتى بصحته وذلك عن طريق العمل فى هذه الخدمات أو قام بتعليم بعض الناس بتعاليم دنيوية ودينية تنفعهم فى الدنيا وفى الآخرة أو قام بتربية أولاده تربية صالحة ليكونوا صالحين ومصلحين فى المجتمع فإن هذه الأعمل تظل تكتب للعبد حسنات بعد موته وإلى مدى لا يعلمه إلا الله حتى أن الإنسان يأتى يوم القيامة فيجد حسنات كالجبال لم يعملها هو فيقال له أنها بفضل هذه الأعمال
ثانيا :
وفى حديث عن مساعدة الناس وإدخال السرور عليهم والمشى فى حاجاتهم علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من مشى فى حاجة أخيه كانت له خير من إعتكاف شهر فى المسجد النبوى
ويحثنا هذا الحديث على خدمة الناس ومساعدتهم سواء قضيت هذه الحاجه أو لم تقضى المهم أن أساعدهم قدر الإستطاعة فقد لا يكلفك هذا المشى سوى دقائق معدوده ولكن ثوابه عند الله عظيم حيث أنه خير من الإعتكاف شهرا وليس فى أى مسجد ولكنه فى المسجد النبوى الذى تعتبر فيه الصلاة بألف صلاة .
ثالثا
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل قراءة القرآن الكريم "من قرأ حرفا من القرآن كان له به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وبعملية حسابية بسيطة فإن الصفحة من القرآن بها 450 حرف تقريبا يعنى أنها تساوى 4500 حسنة وذلك فى دقيقة واحدة فإذا جلس الانسان كل يوم ساعة واحدة فإنها تساوى 270000 (مئتان وسبعون ألف) حسنة .
رابعا
وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من صلى الفجر فى جماعة ثم جلس فى مصلاه يذكر الله حتى تشرق الشمس ثم صلى ركعتين كانت له مثل حجة وعمرة تامة تامة تامة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وللأمانة فقد صحه بعض العلماء وضعفه بعض العلماء ولكنهم جميعا أجمعوا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلى الفجر ثم يجلس يذكر الله حتى طلوع الشمس .
خامسا
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا مسحت على رأس اليتيم كان لك بكل شعرة من رأسه حسنة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمقصود هنا ليس المسح فقط بل المقصود الحنان والعطف والمساعدة قدر الإستطاعة .
وفى نهاية الجزء الثالث هذا فإن هذه الأحاديث المذكورة فى الثلاثة أجزاء هى على سبيل المثال وليس الحصر ومن عمل بها وحافظ عليها فإن خيرها وفضلها كبير جدا جدا وستنفع المؤمن فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون والحساب فى هذا اليوم يكون بالحسنات والسيئات فنسأل الحق تبارك وتعالى أن يهدينا جميعا وأن ينفعنا بهذه الكلمات وأن ينفع بها كل من يقرأها وأن ينفع بها كل من يعلمها للآخرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تعليقات
إرسال تعليق